الساحرة المستديرة "كرة القدم" بحلوها ومرها تسجل أحداثا توجد فى الذاكرة نستمتع بأهداف نجوم ولمسات فنية راقية، ورغم حُسن تلك اللعبة تتم العديد من الموضوعات التى يندهش منها القلة فى عالم المستديرة.
"آفة التدخين عند اللاعبين"، إشكالية كل زمان وعصر، هي ليست معضلة حديثة، لكنها دائما ما كانت محوراً للتحدث عن نجوم "امتهنوا" التدخين قصد في الحياة، منهم من أعلن عنها علناً، وبعضهم الآخر اختبأ خلف الستارة، ظناً أن هذا لن يؤثر عليه سلباً.
تنتشر تلك الظاهرة السيئة بشكل ملحوظ في الأروقة الكروية وبين صفوف اللاعبين، ولكن ضررها لا يحدث لاغير على أولئك النجوم المدخنين، بل هى يقع تأثيرها على جيل كامل على الارجح، فالكثير من المراهقين والشباب يتخذون اللاعبين قدوة لهم، يقلّدون تصرفاتهم وحركاتهم، من قصّات شعر إلى ملابس، فما الذي يمنعهم من اللجوء إلى حمل السيجارة، ظناً منهم أنه أمر عادي، ومرغوب فيه، مثل نجومهم المفضلين.
وعلى مرّ الأعوام شهد المستطيل الأخضر إلحاق حالات متنوعة، أبعدت الرياضيين على الارجح عن مستواهم البدنى، وجعلتهم يسقطون فى فخ الانحراف، فمنهم من بدأ بسيجارة وتحوّلت حياته بعدها إلى جحيم.
مارادونا والسيجار الكوبي
عرف عن النجم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، عشقه العظيم للتدخين، ولكن الأخير كان يفضّل السيجار الكوبي على السيجارة الضئيلة، وهو الذي لم يخف يوماً حبه لتلك الآفة التي لا يلزم أن تكون أمراً عادياً عند لاعب عرفه العالم "بالأسطورة التي لن تتكرر"، إلا أن نجم التانغو الماضي، قاده "حب التدخين" إلى أمور أكثر مرارة، فوقع فى فخ المواد المخدرة قبل أن يتعافى منها عقب مرحلة صراع طويل.
يوهان كرويف شراهة وتوقف
كان نجم الكرة الهولندية الشاملة مدمناً كبيراً على التدخين، حيث صرف ثمناً غالياً جراء تعلّقه بالسيجارة طوال عشرين عاماً. كان اللاعب الطائر، وصاحب الإمكانات الخيالية، يذهب على الفور إلى واحدة من الأركان، بين شوطى الماتشات، يوقد "سم الرياضيين القاتل"، ورغم هذا كان ابن البلاد الهابطة لاعباً استثنائياً، من حيث المهارات والإبداعات، لكنه لم يعرف يوماً أن تلك الآفة قد تقرّبه من الوفاة فى عام 1991، حين قرر يومها الإقلاع عن التدخين والخضوع لعملية، كى يوجد على قيد الحياة.
وقوع ستويشكوف
حدثت تلك الحكاية في بطولة 1998، عندما قابل المنتخب البلغاري، والذي كان يقوم بقيادته خريستو بونيف، وأخذوا يشعلون السجائر توالياً، ويحتفلون بشرب الجعة، قبيل مباراتهم في مواجهة المنتخب الإسباني فى دورى المجموعات، وقد كان من ضمن أولئك نجم برشلونة الماضي، ستويشكوف، ومرت هذه اللقطة في مواجهة أعين المتفرجين عبر التلفزيون، ومنى بعدها المنتخب البلغارى بفقدان ثقيلة في مواجهة مثيله الإسبانى بنتيجة 6-1.
زيدان ومونديال الزمان الماضي في 2006
يومها لعب زيدان آخر كأس عالم في مسيرته، وآخر ماتشاته ليعتزل اللعب في أعقاب واقعة "نطح" ماركو ماتيراتزي، مدافع المنتخب الإيطالى، ليتلقى الطرد، ويخرج زيدان من الأمسية النهائية، لتسقط يومها الجمهورية الفرنسية بركلات العقوبة، ويحمل باولو كانافارو الكأس الغالية. إلا أن سبقت هذه الماتش صور لنجم الديوك الفرنسية، في الوقت الذي كان يلجئ للتدخين بصحبة زميليه فى المنتخب الفرنسى باتريك فييرا وفابيان بارتيز، رغم أن الأخير اشتهر أيضاًً بتلك الآفة السيئة، وخصوصا عندما كان فى مانشستر يونايتد، ولكن لم يكن هذا واضحاً عليه، لأنه لم يكن يطلع من مربع مساحة العقوبة كونه حارس مرمى.
نجوم الساحرة المستديرة الحاليين
ليونيل ميسي
قد لا يخفى على واحد من أن النجم الأول العالمى، ليونيل ميسى، ضُبط قبل سنتين يدخن، وأثير حوله العديد من الخطاب، وتحدثت الكتابة الصحفية الدولية عن ذلك الشأن. صحيح أن مستوى ليونيل يوجد مذهلاً باستمرارً، إلا أن ذلك الشأن لا يلزم أن يحصل للاعب يعشقه الضئيل قبل العظيم، فحال لسان الفتى يقول: "نجمى الأول يدخن فلماذا لا أسير على خطاه؟".
واين روني
وليس ميسي هو الأوحد الذى شوهد ينفخ الدخان تحت الطاولةً، بل إن زعيم فريق مانشستر يونايتد الإنجليزى "الغولدن بوى"، واين روني، كان يسعى التدخين، والتقطت صور له في الوقت الذي كان يقوم بهذا.
لاعبون آخرون أقدموا على الفعلة ذاتها، أمثال ويسلى شنايدر الذي من المفترض أن يتمتع بلياقة بدنية عالية، نظراً لمركزه الحساس فى منتصف الملعب.وايضا هو حال أشلى كول، والمنضم منذ سنة إلى فرقة المدخنين جاك ويلشير، وزميله في آرسنال المحب للخروج وقضاء الوقت، مسعود أوزيل.
أما البلغارى ديمترى بيرباتوف، فيقول: "في بعض الأحيانً أشعر أن السيجارة فى فمى حتى لو لم أكن أدخن".
حتي حارس المرمي الاسطوري بوفون.
وبيكيه مدافع نادي برشلونة الحالي.













